حين أبحث عنك في شوارع صامتة ... وفي مدينة صارخة بالدموع .. تحترق بنيران
الغربة ... حين أبحث عنك ولادليل ... حين أبحث عنك لأجدني ... لتحدثني ولو بقليل
..أمات الهوي بدروبك ؟... أتاهت عنوانيك علي بابي ... أفضي وعينايا تصرخان بألم
باهظ ... حين تمر والكون ساكن وأناديك بليلي .. ببحة صوتي بشكوايا والكل ساخر ...
وتمر علي أوقاتي وتزيدها ساعات وتتركني ولاتري مني سوي رفاتي ... اتنقصت كلماتي
حتي الوجع ... وصُمت أجزائي تحت ذلك الحلم ... فبت أقضي آهاتي ...
سأكون لك شئ غاب وضيعت وجهاته ... فأنا في واقعي أرفض الواقع
والحادث والكاذب والآمر والناهي وعلي هؤلاء سأكسر كل المبادئ الحمقاء ... سأكسر كل
الوهن وأنهي كل الترويج للبضائع في الزحام ... سأبني عالمي ويبيت في وأبيت فيه ...
أحتمي فيه ساعة الغربة ... ولحظات المطر ... سآوي فيه منك لحظات الغضب ... سأرسل
فيه الرسائل مني والي... وروحي معلقة في قوارب غارقة ... تطوف لتغدو بطوق نجاة
.... أحبك كلمح البصر ... أخفيها منك حتي أنهي مأساتي .. وعلي ذكراك تخيبني بقايا
الصور ... والكلمات وكأنها شئ منكسر من زجاج تحت أقدامي وفي واقعي يحتم السير
والتقدم وعدم النظر ... ولن يحكم بالموت علي الجزء حين يهوي الكل البقاء ... بليلك
ماذا أصابك ؟؟ ... حين تنعتني بالدنيا ... أخبرك بأن الدنو في الحب غاية للوصول
اليك ... والهوي مطلبي فيك يقبل كل الالتماسات ... صارحني من قلبك لهواك ... كيف
تسكن الآن وفي طعمي مرارة وفي صدري نار وعلي وجهي غبار وفوق يدايا لم يسقط المطر ...
وكيف أخفيك سرا والجوارح تفضحني ... كيف أحبك؟.. وكلك في غلبة الكره مني ... حدثني
عنك الآن... أكتب حتي لاأراك أكتب لي أو لغيري... فبعض الكلمات والحروف تشفي
العليل وإن كان الدواء ليس خصيصا لمرضاه ... أعقابا أم عذاب أم شئيا من جراحك يشفي
حين تقتلني ..., كيف أهجوك الآن وأنا أستجدي شئ لايأتي وكيف ألوم فيك أهلي حين
يرسلو بكآبة الحديث عند وقعات من صدي قلمك ... أود أن أعود ... ولكني الآن بلا
قدمين ولايدين... أود أن أهواك وأغرق في بحور من كلماتي لكن بحوري جفت وخرس فؤادي ...كيف
أنا ؟ والالف في النداء عندك صامتة .... يا سرا لم يغدو للحنان عنوانا واستبدل للمرارة
مكانا ... فيك قول يحرقني وقت المغيب .. حين الصيف ..حين تغص نسمات الهواء في
نظرات أناس لا أعرفهم ... في فرحة خبأتها حتي تعثرت بك ... أنتظرك بدموعي في محطة
قد تعاهدنا ألا نلتقي فيها ... أجادل الحقائق وأصرخ في وجه وقتي ... وأخاف أن أري
لقصيدك عنوان.. وتعبث رسائلك السرية بقرب
أطفالي حين لا أملك أطفالا .... كل الرجال تنقصهم أنت وأنت قليل من طفولة تركتها
تحتضر بأوراقك ... إلي مسامعك لا تصل كلماتي ... وفي حوافظك أجمع كتاباتي ومن أجلك
أهديك كل الابيات والشعر والنثر والابجديات من قبل الحياة وبعد الممات ... تعلم
أني أموت بلوحاتك ولكنك لاتهوي سوي الرسم بدون فرشاتي ....إن كان... !!علمني كيف أغيب
ولم ينتهي بعد وقت النهار... قل لي كيف يكون الشعراء يوم الميلاد حتي أنهي كلماتي
... وتجرني إلي مدن تملك كل المفاتيح لرجل واحد يبيت وينام ولايسهر أمام المصباح
ولاينادي القمر بلياليه المظلمة ... أخاف يوما أن تهوي كالعشاق وتبيت تفكر بليلي
وأنا مازلت أنشد فيك أشعاري وماكتبت الشعر وماقلته ولكن لعينيك أبذل كل الوقت
والكلمات ... وموتي أمام كل الخلائق بلا ميعاد ... إن قدر لي أن أكون .. ولا تكون...
فأمر ربي مابين الكاف والنون... ولقولي حديث لا ينقطع... أسره إليك عن اللقاء بصمت
حين يقف المستحيل في كل طرقي ... منك وإليك كتبت وصرخت أقلامي وقتلت كلماتي تحت
قدامي أبياتك.. فدعني لما لا يأتي ..
وتحياتي ....
سماح
محمود